Abstract

حاولت هذه الدراسة الموسومة بـ" أحكام العمل عن بعد في الشريعة الإسلامية" بيان مفهوم العمل عن بعد وحكمه في الشريعة الإسلامية والأدلة الدالة على الحكم الشرعي، وشروط العمل عن بعد وكذا حقوق ووجبات العامل في العمل عن بعد، وبيان التحديات الفقهية التقنية والأخلاقية للعمل عن بُعد وكيفية التعامل معها من منظور شرعي، ثم ذكرت أمثلة تطبيقية من خلال ذكر نماذج ناجحة للعمل عن بُعد في الدول الإسلامية وكيفية تطبيقها، وخلصت الدراسة إلى أن المقصود من العمل عن بعد هو أن يمارس العامل في بيته أو أي مكان يريده العمل عن طريق حاسوب متصلاً بمكان عمله عن طريق الإنترنت مستخدماً أجهزةً تساعده على ذلك، وأن حكم العمل عن بُعد في حد ذاته يعتبر من الأمور المباحة؛ إذ لا يوجد نص شرعي يمنعه أو يوجبه، ومع ذلك، فالأدلة العامة التي تدعو المسلم إلى العمل وكسب الأرزاق تنطبق على العمل عن بعد، إذا التزم بالضوابط الشرعية في العمل وخلصت من محاذير شرعية. ويمكن أن يتغير الحكم التكليفي للعمل عن بُعد بناءً على الظروف المحيطة به وتصحبه، ويكتسب الاستحباب أو الوجوب أو الكراهة أو الحرمة، ولكي يكون العمل عن بُعد متوافقًا مع الشريعة الإسلامية، يجب توافر عدة شروط في كل من العامل ورب العمل ويتضمن التحلي بالقيم والمبادئ الإسلامية، وقد أوجب الإسلام حقوق للعاملين عن بعد من خلال إقرار الأجر العادل له بحيث يناسب عمله، وكذا تحديد ساعات العمل، وتوفير فترات الراحة للاسترخاء واستعادة النشاط، كما أوجب عليه واجبات منها وجوب حفاظ العامل على بيئة عمل مناسبة للعمل بحيث يضمن التركيز والإنتاجية، ووجوب التزامه بمواعيد العمل المحددة وبالسياسات والإجراءات المحددة، وبوجوب الأمانة في أداء المهام والزامه بمجموعة من القيم والمبادئ الإسلامية. والتعامل مع التحديات التقنية والأخلاقية في العمل عن بُعد من منظور شرعي يتطلب مراعاة مجموعة من المبادئ والقيم الإسلامية التي تضمن النزاهة والأمانة في العمل؛ ومن هذه المبادئ والقيم الإسلامية ما هو خاص في حق العامل، ومنها ما هو خاص برب العمل، وذكرت الدراسة أمثلة ناجحة في العمل عند بعد في بعض الدول الإسلامية منها: منتدى" عن بُعد" في الإمارات العربية المتحدة، وبرنامج" العمل عن بُعد" في المملكة العربية السعودية، وشركة الطيران "Air Asia " التقنية في ماليزيا. وختمت الدراسة بذكر أهم ما توصلت إليه من نتائج وبعض التوصيات أراد الباحث أن يذكرها ليكون العمل عن بعد متطابقاً مع أحكام الشرعية الإسلامية.